الكحول
الكحول عقار سائل مصنف بأنه من المثبطات ومشهور بإيثيل الكحول أو الإيثانول الذي يتم تصنيعه عن طريق تخمير بعض العناصر الطبيعية مثل الفاكهة أو الحبوب أو الخضراوات.
وفي عملية التخمير يتم استخدام الخميرة لتفتيت محتوى السكر الموجود في الفاكهة أو الخضراوات وتحويله إلى خليط من ثاني أكسيد الكربون والكحول.
ويرجع المحتوى الكحولي العالي في المشروبات الروحية إلى العملية المسماة بالتقطير والتي يتم فيها تسخين السائل المخمر، ما يترتب عليه تبخر الإيثانول ليترك الماء خلفه. وبعد ذلك يتم حجز بخار الإيثانول وتكثيفه إلى تركيز أقوى بكثير من الإيثانول مقارنة بالتركيز الناتج عن عملية التخمير وحدها.
الاثار الجانبية لتعاطى الكحول
عندما يتناول الفرد الكحول، فإنه يدخل إلى مجرى الدم عبر المعدة ويخترق أنسجة الجسم. وقد تؤثر نفس كمية الكحول في الأشخاص بطرق مختلفة وفقاً للوزن والحجم والنوع والعمر. ويؤدي تناول الطعام مع الكحول إلى إبطاء آثاره حيث يتم هضم الكحول مع الطعام فلا يمر بنفس السرعة إلى مجرى الدم.
ويتمثل التأثير النفسي للكحوليات في التثبيط وخفض قدرة الفرد على كبح جماح نفسه، ولهذا ترتبط المشروبات الكحولية بالمواقف الاجتماعية. فيعمل الكحول على إعاقة قدرة الفرد على إصدار الأحكام فيجعله يفقد الشعور بالحذر الذي يتمتع به المرء عندما يكون في حالته الطبيعية المتزنة.
ويؤدي تناول كميات كبيرة من الكحول إلى شعور الفرد بالدوار وثقل الكلام والغثيان الذي يؤدي إلى القيء وتتأثر الوظائف الحركية إلى حدٍّ كبير نتيجة لتناول الكحول فقد يشعر المخمورون بصعوبة في المشي ويظهرون تنسيقاً ضعيفاً، وهنا تكمن الخطورة الشديدة المتمثلة بتشغيل الآلات أو قيادة السيارات تحت تأثير الكحول.
ويظهر بعض الأشخاص عدوانية أكثر بعد احتسائهم الكحول، ما يؤدي إلى زيادة حالات العنف المنزلي والشجار التي تسهم الكحوليات في تأجيجها بدرجة كبيرة.
وقد يؤدي شرب كميات كبيرة من المشروبات الكحولية خلال فترة زمنية قصيرة إلى فقدان الوعي والذاكرة.
وبعد عدة ساعات من تجرع كميات كبيرة من الكحول، عادة ما يشعر المخمورون بأعراض جسدية غير سارة متمثلة بالصداع والغثيان والتعب والجفاف، وهي أعراض معروفة باسم الدوار من أثر الخمور.
إذا تناول الشخص بانتظام كميات كبيرة من الكحول على مدار فترة زمنية ممتدة، فإن ذلك يؤثر تأثيراً هائلاً في صحته. فقد يحدث تلف مستديم في أعضاء الجسم الأساسية مثل المخ والكبد نتيجة للتناول المفرط للكحوليات على مدار فترة زمنية مطولة.
وتشمل الآثار البعيدة المدى للتناول المستمر للكحوليات أيضاً زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وبالأخص سرطان الفم والحلق والمعدة، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية، وانخفاض الخصوبة عند الرجال والعجز الجنسي.
وقد يؤدي التناول المفرط للكحوليات أيضاً لفترة زمنية طويلة إلى إدمان الكحول أو التسمم بالكحول (السكر) وهي حالة يصل فيها المتعاطي إلى الاعتماد النفسي على الكحول. وتشمل أعراض الانسحاب المرتبطة بالكحول الارتعاش أو الارتجاف والتعرق والقلق والهلوسة.
حقائق وإحصائيات عن الكحول
يعتبر الكحول أكثر العقاقير انتشاراً من حيث الاستهلاك على مستوى العالم. وفيما يلي قائمة بالحقائق الأساسية عن الكحول:
الكحول هو مركب كيميائي يسمى الإيثانول.
يتم تصنيع الكحول عن طريق تخمير الفواكه أو الخضراوات أو الحبوب.
التقطير عملية ينتج عنها تركيز أقوى للكحول.
الرمز "إيه بي في" يشير إلى نسبة الكحول وهي موضحة على ملصق المنتج الكحولي حتى تستطيع معرفة نسبة الكحول الخالص في المشروب.
يقاس الكحول بالوحدات، والوحدة تعادل 10 مل من الكحول الخالص.
الكحول مشروب مسبب للسمنة وهذا يرجع إلى المحتوى العالي من السكر. فيحتوي كوب النبيذ على نفس عدد السعرات الحرارية التي تحتويها قطعة من الكعك ويحتوي نصف لتر من البيرة على نفس عدد السعرات الحرارية تقريباً التي يحتويها البرغر.
ثمة علاقة قوية بين الاستهلاك المفرط للكحول وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.
يرتبط الإفراط في الشراب بعدد كبير من المشكلات الصحية وتشمل القرح وتليف الكبد والإصابة بمرض السكري.
لا أساس علمياً لنظرية الإفاقة بعد الإفراط في تناول الكحول عن طريق شرب فنجان من القهوة السوداء.
يؤثر الكحول على مستويات هورمون التوستسترون عند الذكور، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية والإصابة بالضعف الجنسي.
يؤثر الكحول في الدورة الشهرية عند النساء وقد يسبب العقم.
احتساء المشروبات الكحولية أثناء الحمل يمكن أن يسبب تشوهات الأجنة.
حقائق وإحصائيات حول ادمان الكحول
29% من حالات الوفيات المرتبطة بـ ادمان الكحول ترجع إلى الحوادث التي وقعت نتيجة لتناول الكحول.
الكحول أحد العوامل في ثلث حالات السطو، وثلث حالات الجرائم الجنسية، ونصف حالات جرائم الشوارع.
السبب الرئيسي لحالات الوفاة المرتبطة بالكحول – وتمثل نحو ثلثها – هو الحوادث. وتعتبر هذه الوفيات أكثر شيوعاً في الفئة العمرية من 16 إلى 34 عاماً.
الكحول إما مسؤول أو يعتبر مسؤولاً عن 75,000 حالة وفاة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
نحو 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة يفرطون في تناول الكحول ولا يلتزمون بإرشادات الاستهلاك الموصى بها.
واحد من كل ثلاثة بالغين يكون معرضاً لخطر الإصابة بأمراض الكبد نتيجة لاستهلاك الكحول.
من بين حالات الوفاة الناتجة عن الكحول، فإن ثاني أكبر سبب للوفاة (يمثل نحو 20%) هو الإصابة بالسرطان.
في عام 2008، وقعت 8,620 حادثة مرورية في المملكة المتحدة سببها القيادة تحت تأثير الكحول. ونتج عن هذه الحوادث وفاة وجرح 2,020 شخصاً بجراح خطرة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يقتل نحو 30 شخص يومياً في حوادث السيارات نتيجة للقيادة تحت تأثير الكحول.
بفضل الحملات القومية الموسعة وترسيخ وصم المخمورين وتشويه صورتهم، انخفضت الحوادث الناتجة عن القيادة تحت تأثير الكحول في المملكة المتحدة منذ عام 1980 بنحو ثلاثة أرباع ما كانت عليه ,المصابون بالاكتئاب عرضة أكثر بمرتين للمعاناة من جراء مشكلات الكحول.
علامات الادمان من الكحول
إن القبول الثقافي واسع الانتشار لاستهلاك الكحول في العديد من المجتمعات يعني صعوبة اكتشاف علامات ادمان الكحول سواء لدى الشخص نفسه أو الآخرين. فإذا كان الشخص يتناول الكحول فقط ليحسن من شعوره أو ليتغلب على الشعور السيئ، فإن هذا دليل قوي على إدمانه للكحول.
وإذا كان الشخص مدمناً للكحول، فإن هذا قد يؤثر في سلوكه بطرق عديدة. فقد يكذب على الآخرين فيما يتعلق بالكمية التي يتناولها. وقد يخفي المشروب في المنزل أو في الأماكن التي يمضي فيها وقته.
وقد يهمل مدمن الكحول مسؤولياته في المنزل أو العمل أو المدرسة وينخفض أداؤه في المهام اليومية ولا يفي بالتزاماته لأنه لا يزال يتعافى من ليلة الشراب السابقة.
وإذا كان الشخص يشرب الكحول في سياق اجتماعي معين أو في وقت معين من اليوم لا يرتبط عادة بتناول الكحول، في العمل مثلاً أو في الصباح الباكر، فإن هذه قد تكون علامة أخرى على إدمانه للكحول.
وإذا كنت تستنشق باستمرار رائحة الكحول في أنفاس شخص معين في هذه السياقات فإن هذا دليل على إدمانه للكحول وإذا كان الشخص يشرب في مواقف خطرة، مثل شربه أثناء القيادة، فإن هذا دليل آخر على إدمانه للكحول.
وثمة علامات جسدية ظاهرية مثل التعرق الغزير وارتعاش اليدين والتي غالباً ما تظهر على مدمني الكحوليات، وهي تمثل الأعراض الانسحابية من التناول المفرط للكحوليات على مدى فترات زمنية مطولة.
وتشمل العلامات الأخرى لإدمان الكحوليات عدم الاهتمام بالمظهر، والأزمات المالية، والنسيان، والتقلبات المزاجية غير المتوقعة، والعزلة عن الأصدقاء والأسرة.
علاج الكحول
إن علاج ادمان الكحوليات هو عملية طويلة ومعقدة بشكل واضح. ويقترح العديد من الخبراء أن التغلب على إدمان الكحوليات يتطلب تغييراً جوهرياً في نمط الحياة والنظرة إلى المستقبل.
وتبدأ معظم العلاجات باعتراف المدمن بأن لديه مشكلة مع الكحوليات ثم محاولة تقليل تناوله للكحول والتوقف عنه نهائياً ويدرك أغلب الخبراء أهمية الدعم المستمر للمدمن لمنعه من العودة إلى الكحول مستقبلاً.
ومن المعروف أن التسمم بالكحول (السكر) يرجع إلى عوامل مختلفة من بينها المشكلات النفسية. ولذلك عادة ما يتطلب علاج التسمم بالكحول (السكر) نوعاً من الإرشاد أو العلاج النفسي لمخاطبة هذه المشكلات والقضايا الكامنة. ومن بين الأساليب العلاجية الواسعة الانتشار جلسات العلاج الجماعي، والتي يدعم فيها المدمنون تقدم بعضهم بعضاً للتغلب على إدمانهم.
ولقد أنشئت العديد من المنظمات لمساعدة مدمني الكحوليات على حل مشكلاتهم الحياتية التي أدت بهم إلى الإدمان دون الكشف عن هوياتهم. ومعظم المجموعات تتبنى نهج عدم التسامح مطلقاً، حيث ترى أن المدمن يجب أن يبتعد نهائياً عن الكحول للتعافي من الإدمان. ولكن بعض برامج إدمان الكحوليات لا تتطلب التوقف التام عن الشراب ولكن تشجع المدمنين على التدرج والاعتدال في ذلك.
تتطلب المرحلة الأولى من علاج الادمان على الكحوليات نزع السموم المترتبة على العقار. فإذا أصبح المدمن معتمداً على الكحول فإنه في الحقيقة يعرض حياته للخطر إذا توقف عن الشراب فجأة، لأن الأعراض الانسحابية للكحول تكون حادة جداً إلى درجة تتطلب مراقبة عملية نزع السموم بحرص شديد لحماية صحة المدمن.
وقد يصف الطبيب بعض العقاقير مثل الديازيبام (المعروف تجارياً باسم الفاليوم) وذلك لعلاج القلق والاكتئاب المترتبين عادة على الانسحاب من الكحول.
وغالباً ما يتم إعطاء المهدئات أو المنومات للأشخاص الذين يخضعون لعملية نزع السموم الكحولية من الجسم في فترة الأيام العشرة الأولى لمواجهة هذه الأعراض الانسحابية.
وبعد عملية نزع السموم تأتي عادة عملية إعادة التأهيل والتي قد تتم من خلال برنامج حي في مركز تأهيلي. ولكن يمكن أن يخضع المدمن لهذه العملية كمريض خارجي دون الحاجة إلى الإقامة في المصحة.
ولا يتطلب جميع الأشخاص الذين يتم علاجهم من إدمان الكحول برنامجاً لنزع السموم. فبعض مدمني الكحول قد يكون إدمانهم نفسياً بشكل يظهر في الإفراط في الشراب بشكل يومي، ولذلك يكون انسحابهم الجسدي أقل إيلاماً وقد لا يحتاجون إلى العلاج الدوائي.
وهناك أيضاً علاجات عن طريق الوصفات الطبية التي بإمكانها أن تساعد في عملية إعادة تأهيل مدمن الكحوليات وهناك عقار يسمى أنتابيوز (ثنائي السلفيرام) يعمل على إيقاف الجسم عن تكسير الإيثانول المتعاطى، ما يتسبب بشعور شديد بعدم الارتياح لدى الشخص الذي يتناول العقار ثم يشرب الكحول. ويكون الأثر مشابهاً للدوار من أثر الخمور بهدف إثناء المتعاطي عن تناول المزيد من الشراب. ولكن الاستمرار في الشراب المفرط مع أخذ الأنتابيوز قد يكون قاتلاً.
العلاج الدوائى لادمان الكحول
وهناك العديد من العقاقير الأخرى التي يمكن وصفها لمدمن الكحول على المدى القصير أو الطويل، والتي يمكن أن تساعد على منع اشتياقه إلى الكحول أو تمنع امتصاص جسمه للكحول.