اسباب الادمان على الهيروين
السبب الرئيسي لتعاطي الهيروين هو الشعور بالنشوة و الاسترخاء . ويشعر المتعاطون بإحمرار الجلد وثقل الأطراف و التقلب بين اليقظة و النعاس . ولكن يرتبط الهيروين التجاري بنطاق من الآثار الجانبية السلبية على كل من المدى القريب و البعيد . ومما يفاقم من الأمر أن الهيروين التجاري كثيرا ما يتم خلطه بمواد كيميائية أخرى ضارة مما يزيد من خطورة تعاطيه .
وبعيدا عن قضايا الإدمان ، ادمان الهيروين يمكن أن يسبب عدوى صمامات القلب وبطانة القلب ويقلل من الأداء الوظيفي للكلى و الكبد ويسبب الإمساك المزمن . ويعتبر حقن العقار في الأوردة أحد أسرع الطرق التي يدخل بها المخدر إلى الجسم ، ولكن التعاطي المتكرر في نفس الوريد مع مرور الوقت يؤدي إلى ضعف هذا الوريد وانهياره وهذا يعني ضرورة إيجاد أوردة جديدة في مكان آخر من الجسم لحقن المخدر فيها . وبالإضافة إلى ذلك ، فإن استخدام الإبر لحقن الهيروين يحمل خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الفيروس الكبدي الوبائي و الإيدز وغيرها من العدوى .
وأحد أخطر المخاطر لتعاطي الهيروين هي الاعتماد على المخدر وإدمانه . وسرعان ما يطور الجسم تحملا للمخدر وهذا يعني احتياجه إلى جرعات أعلى ليصل المدمن في النهاية إلى مرحلة عدم الشعور بالنشوة على الإطلاق فيتعاطى المخدر لدرء على الأعراض الانسحابية ليس إلا .
ولهذا السبب فإن مدمن الهيروين يكون أكثر تعرضا لخطر الإصابة بالجرعة الزائدة . ولا يستطيع المتعاطون التعرف على المواد الكيميائية الخطرة مجهولة المكونات و التي تضاف إلى الهيروين .
وغالبا ما تكون هذه المواد الكيميائية هي السبب في الوفاة في حالة الجرعات الزائدة وليس الهيروين نفسه .
وغالبا ما تكون هذه المواد الكيميائية هي السبب في الوفاة في حالة الجرعات الزائدة وليس الهيروين نفسه .
الدول المنتجة للهيروين
يعتبر الهيروين أحد أكثر المخدرات صرامة من حيث توافرها ، حيث يصنف في المرتبة الأولى في جدول تصنيف العقاقير المخدرة في قوانين الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة وغيرها من قوانين البلدان على مستوى العالم . ولكن ذلك لا يمنع التجارة في المخدر وتهريبه .
ويشتق الهيروين من خشخاش الأفيون الذي تتم زراعته في أجزاء من قارة آسيا وغالبا في أفغانستان . ومنشأ زراعة نسبة كبيرة من نبات الخشخاش على مستوى العالم يكون في منطقة تعرف باسم المثلث الذهبي الذي يمتد من ميانمار ولاوس إلى فيتنام وتايلاندا و الصين . ولقد بدأت المكسيك وكولومبيا في زراعة الخشخاش بكميات متزايدة في السنوات الأخيرة فأصبحت المكسيك الآن ثاني أكبر مصدر عالمي للخشخاش حيث تقوم بتوريد نسبة كبيرة منه إلى سوق الهيروين بالولايات المتحدة الأمريكية .
وباستثناء المكسيك ، نادرا ما يتم تركيب خشخاش الأفيون في نفس البلد الذي تتم زراعته فيها . فعملية تنقيح الخشخاش إلى مورفين ثم إلى ثنائي أسيتيل المورفين هي عملية معقدة تستهلك مواردا كثيرا ما لا تستطيع أن تتحملها الثقافات الفقيرة . ولكن يتم تصدير الخشخاش إلى بلدان أخرى حيث يتم فيها معالجته في معامل الهيروين للحصول على المنتج النهائي ثم يتم شحنه إلى البلد التي سوف يتم بيعه وتعاطيه فيها .
ويترتب على تهريب الهيروين التعرض لخطر أحكام السجن المشددة وفي بعض الأحيان تصل العقوبة إلى الإعدام في العديد من دول جنوب شرق آسيا . ولعقود كثيرة كانت عصابات الجريمة المنظمة تتحكم بدرجة كبيرة في عملية تهريب الهيروين . وفي النصف الأول من القرن العشرين ، فإن غالبية التجارة غير المشروعة للهيروين كانت تحت سيطرة العصابات الصينية . ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، بدأت المافيا الإيطالية في تصنيع العقار المخدر من معامل الهيروين في جزيرة صقلية و التي تقع جغرافيا على طول طريق التهريب الرئيسي الذي يربط بين آسيا وأوروبا . ثم ساهمت الحرب السوفيتية الأفغانية في زيادة إنتاج الخشخاش في أفغانستان حيث كانت الأمو ال الناتجة عن هذا المحصول المربح تذهب إلى شراء السلاح . وتتحكم عصابات المخدرات المكسيكية و الكولومبية في قدر هائل من تهريب الهيروين في أمريكا الوسطى و الجنوبية .
يتساوى التوزيع الإحصائي لتعاطي الهيروين تقريبا في جميع أنحاء العالم حيث توجد له أسواق في كل منطقة تقريبا . وبالأخص ثمة عدد كبير من المتعاطين في روسيا و الصين وأيضا في باكستان وإيران نظرا للكثافة السكانية العالية . وهناك أسواق مؤسسة للهيروين في أوروبا وأفريقيا و الأمريكتين حيث يصل عدد المتعاطين في كل منطقة إلى الملايين . ومن حيث كمية الهيروين المستهلكة بالفعل ، فاعتبارا من 2008 كانت أوروبا (بما يشمل روسيا) مسئولة عن نصف استهلاك الهيروين العالمي . ويعزى إلى أمريكا الشمالية حو ال 6% منه .
وتتمتع الدول الأسيوية و الشرق أوسطية أيضا بمستويات استهلاك غير عادية للأفيون و الذي يكون مفضلا عن الهيروين لدى العديد من الأشخاص وبالأخص في إيران . وتقريبا جميع مصادر الهيروين الأوروبية و الأسيوية و الأفريقية تأتي من آسيا بينما تقريبا جميع مصادره في أمريكا الشمالية و الجنوبية تأتي من المكسيك وكولومبيا .
وتنتهج الحكومات نهجا مختلفا في التعامل مع إدمان الهيروين . فبينما يتم حظر هذا المخدر في جميع البلدان تقريبا ، إلا أن ثمة برامج متوافرة مصممة لمساعدة المدمنين على الإقلاع عن التعاطي . وهذا يتضمن توفير جرعات منظمة للمدمنين على أساس أن ذلك قد يعالج أعراض الإدمان و الانسحاب بشكل أكثر فاعلية ويقلل من خطر استعمال الجرعات غير النقية . ويعتقد أن هذا التدبير هو أفضل بكثير من ترك المتعاطين لسوق المخدرات غير المشروع . ولسويسرا الريادة في هذا المدخل وهو يستخدم الآن في أجزاء من الدنمارك وكندا وهولندا و المانيا و المملكة المتحدة بنجاح واضح نسبيا .