مراكز علاج الادمان على المواد المخدرة
قبل أن نبدأ في الحديث عن المراكز العلاجية للمدمنين نود اولا أن نعرف مرض الادمان أو السلوكيات الإدمانية التى تحدد المدمن فمرض الإدمان من اشد الامراض و اخطرها حيث انه يصيب الإنسان في جميع جوانب حياته الشخصية و الاجتماعية و الاقتصادية وهنا لا نعنى بحديثنا النتائج المترتبة عليه مثل الخسائر التى تحدث فى العلاقات الإجتماعية التى تصيب حياة المدمن من فشل في شتى الجوانب من العمل او الدراسة او العلاقات الإجتماعية وآثار الادمان على الحالة الجسدية و الانهيار العامل الذى يحدث فى صحته.
ولكن يجب ان نذكر ان الادمان من الامراض التى ترتبط بالعقل و التفكير بشكل كبير فهو مرض يجعل المريض يفكر بطريقة تجعله دائماً يشعر بانه اقل من حوله و تجعله دائما يشعر بماعر خوف وقلق وإكتئاب مستمر و تصل تلك المشاعر الى احتقار الذات مما يؤدى به الى مضاعفة الجرعات التى يتناولها على اعتقاد منه انه يزيد ايذاء نفسه.
و لذلك يجب التركيز ان المدمن هو إنسان مريض يجب ان يتقبل المدمن و من حوله من الاهل و الاصدقاء تلك الحقيقة من اجل سرعة الوصول الى حل و مساعدته على التعافى بشك اسرع.
و لذا يتطلب الأمر الكثير من الدراسه حول مراكز علاج الإدمان توفر الفرصة المناسبة لكل مدمن لكة نؤهله للعلاج الصحيح لان الشخص المدمن هو انسان ذكي جدا ونحن نريد هذا الذكاء ومن هذا المنطلق يجب اعطاء المدمن فرصة اجرى لنجعل منه شخصاً آخر ناجح بين اسرته ومجتمعه
إن طريقة التفكير التى يتبعها المدمن تولد العديد من المشاعر سلبية القوية التى لا يستطيع أن يتعامل معها بشكل صحيح فيخبيها و تكون لتلك المشاعر قوة وطاقة هائلة فتتحول إلى سلوكيات تجعل المدمن يقوم ببعض السلوكيات القهرية وهذا ما يجعل المشكلة تتفاقم لأنها عبارة عن سلوكيات قهرية بما فيها من تعاطي للمواد المخدرة وغيرها من السلوكيات مثل العزلة والإندفاعية والغضب والشديد و هذا ليس معناه ان المدمن غير مسئول عن السلوكيات التى يقوم بها بل هو مسئول ولكن المعنى هنا أن تناول وتعاطى المخدرات يجعله يتخذ سلوكا معاديا ضد الآخرين وبالرغم من ذلك فان لديه النية لطلب العلاج والتعافي.
هذا ما يجعل المدمن يدخل في حلقة مفرغة، فتلك السلوكيات العدائية الت يندم المدمن على فعلها هو بالفعل لا يريد أن يقوم بها أو على الأقل انه يصل في مرحلة ما الى انه يريد أن يتوقف عن تلك السلوكيات و لكنه لا يستطيع لذلك يهئ له أنه لا أمل له و من ثم يزداد اعتقاده أن المجتمع يرفضه ولا يتقبله فيزداد شعوره بالرفض والإختلاف و العزلة عن المجتمع وفقدان إحترامه لذاته وعدم تقديره لمهارته و شخصية مما يدفعه الى تكرار نفس تلك السلوكيات بل تتفاقم تلك السلوكيات.
ومع أن هذا السلوك هو الذي أظهر مرض الإدمان بشكل واضح فهو ليس مجرد الا جانب من احد جوانب المرض وليس كما يعتقد البعض ان التعاطي هو فقط المرض، فالمرض يكون موجود حتى قبل البدء في خطوات التعاطي و الادمان للمخدرات.
وهنا نجد ان كثير من اهالى المدمنين من يحمل على نفسه هم أو يتحمل كامل المسئولية التى ادت بمن يعرفه الى الادمان ويرى نفسه فى بعض الاحيان هو السبب، كما انه يشعر بالذنب او يلوم نفسه ولكن اذا انتبهنا الى المراحل الحياتيه التي يمر بها اى مدمن قبل البدء فى التعاطي سنجد ان هنام اى أشياء في شخصية المدمن تعد بمثابة سلوكيات إدمانية واضحه و من أبرزها إنه انطوائى وإنه مثلاً لو كان جالس في أي مناسبة عائلية ما تجده يحس بالوحده الشديدة ولا يندمج بسهولة مع من حوله ويحاول ان يتهرب من تلك المناسبات الإجتماعية.
كما انك تجده دائما عندما يريد شيئا ما فان حياته تقف كلها حتى يحقق رغباته. فإذا أراد مثلاً لعبة أو أراد أن يشتري سيارة تجده لا يستطيع أن يكمل حياته العادية إلا إذا حقق رغبته وكأن حياته توقفت على تلك الحاجه التى ارادها وهذا ما نسميه بالرغبة الملحة.
وتجد ان البعض أيضاً يميل إلى المغامرات والأعمال البطولية التى يتميز بها عن اصدقئه ومعظمها تمثل خطورة كبيرة. وتجد ان هناك الكثير منهم ليست بالشخصية المستقلة التى يزعمونها فانه اذا قابل احد المثقفين تحول إلى مثقف ومع المستويات المنخفضة تحول مثلهم ويتحدث بنفس لغتهم وتلك لا تعد مهارات إجتماعية لأنه لا يملك اى مهارات إجتماعية ولكن هذا السلوك يدل على الذكاء المفرط للمدمن وقدرته على التلاعب على من حوله ولذلك يجب أن نتاكد من تلك النقطة جيد لأنه من الممكن ان يتم استعمالها في المراحل العلاجية حيث يتم توجيه هذا الذكاء للتعافي بدلاً من المرض والتعاطي.
فالمدمن يكون بداخله قوة لا يعرف كيفية التعامل معها و ذلك الذى يدفعه الى مثل هذه السلوكيات. إن بداخله شعور من مشاعر الإختلاف وهو ما يبحث عنه دائماً وهو البحث عن شيء ما يمنحه الشعور الدائم أن كل شيء على ما يرام ودائماً ما يحس المدمن بعد البدء فى التعاطي بأن كل شيء جيد و لا يوجد ما هو يدعو للقلق وهو شعور كاذب بالفعل وان المخدرات اصبحت هي المشكلة التى يواجهها بعد أن كانت هي الحل التى يسعى لها لحل كل المشاكل وبمجرد أن يترك التعاطى على المخدرات حتى يعود مرة اخرى الشعور بالخواء بل أقوى كثيرا من هذا الخواء الذي دفع المدمن إلى السلوكيات التي ذكرناها قبل التعاطي وتم حلها عن طريق التعاطي.
فإن المدمن في مرحلة ما قبل ان يقوم بطلب العلاج أو القبول التى يكون في حالة إنكار تامة عن مسؤليته عن إدمانه وذلك يرجع كل السلوكيات الخاطئة التى تكون رد فعل على رفض المجتمع للمدمن فظاهري يقوم المدمن بالتعامل مع تكبر وعنف و يتظاهر بقدرته على التوقف عن التعاطي في أي وقت ولكن داخلياً فهو يعاني من الخوف والوحدة وعدم الأمان فيدخل في حلقة مفرغة فهو يرفض المجتمع والمجتمع يرفضه.
وهناك العديد من المحاولات التى تحقق رغباته و التى يجب ان يكون فيها مستغل لكل من حوله من الأشخاص أو الأشياء أو الأماكن التى يصل إليها وكأنه هو محور العالم وكل من حوله لتحقيق كل ما يرغب و يحتاج وتظهر الانانية الشديدة عنده دون أن يراها هو.
و لكننا لا نريد أن نظلم المدمن او ان نصفه بانٍ لديه اى قصور أخلاقي أو قلة فى التربية وأنه بالفعل يحتاج إلى الفليل من المساعدة مثله كمثل أي مريض لأننا كما ذكرنا ان بداخله قوة لا يستطيع ان يسيطر عليها وهي التي تدفعه الى هذه السلوكيات وكما ذكرنا فهو يشعر بالفراغ الشديد وقد وجد أن المخدرات هي الشيء الوحيد الذي نجح للتعامل مع هذا الفراغ أو القوة الداخلية التى تدمره التي تخدرها المخدرات أين كان نوع تلك المخدرات فنحن لا نهتم بنوعية المخدرات أو بالكمية التي يتعاطاها لكن أحب أن أشير أن تلك الشخصية التي ذكرناها لو عاشت بدون مخدرات وخاصة بعد أن تعود أن يقوم بالتعامل مع تلك القوة الداخلية المدمرة بالمخدرات و كيف تعيش تلك الشخصية؟
وهناك مقولة تقول ان مدمن بدون مخدرات كالكلب المسعور نعم تجده يتحول الى شخصية غريبة تعيش معك فإما شخصية إنطوائية وشعور بالوحدة حتى لو كان وسط مجموعه من الناس و العديد من التقلبات المزاجية السريعة وإرضاء الآخرين على حساب ذاته بشكل عدواني أو مكتئب.
لذلك يجب أن نتشارك سويا في عملية البحث والتفكير الدائم للوصول الى لحل الأمثل فالموضوع جد خطير وهو من أكبر المشاكل التي تؤثر على شباب العالم أجمع.